قال المفكر الإسلامي جمال البنا، وهو شقيق مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا، ان الرئيس محمد مرسي اظهر انه «ليس على قدر المسؤولية»، مشيرا الى ان جماعة الاخوان اثبتت فشلها في الحكم بقرار الاقتراض من صندوق النقد الدولي، مشيرا الى انه «كان من الواجب عليهم ألا يعتمدوا على القروض، ولكن العمل يكون على قدر ما لدينا من موارد، و مصر مليانة فلوس».
كما اشار البنا في حوار مع صحيفة "الراي" الكويتية الى إن إعلان جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة الحفاظ على مدنية الدولة، لم يكن نابعا عن إيمان حقيقي بطبيعة الدولة المدنية وبالديموقراطية، بل جاء هذا الاعلان في اطار مباراة سياسية استغلت فيها كل الوسائل والطرق، الا انه رأى أن هجوم بعض القوى السياسية على الجماعة الآن أمر غير مبرر، خاصة أن هذه القوى لم تصل إلى الحكم، موضحا أنهم لو وصلوا إليه لفعلوا مثل الإخوان وأكثر.
في الاتي نص الحوار:
• قلت إن الإخوان سرقوا الثورة من الشباب وأنهم الآن يسرقون مصر من المصريين، فماذا يفعل المجتمع المصري الذي يرغب في الدولة المدنية أمام هذه السيطرة الإخوانية؟
- الإخوان لم يسرقوا الثورة ولكن استحوذوا عليها، والمجتمع المصري هو من سمح لهم بذلك، ليس رغبة منه في الدولة الدينية، ولكن لأن الغالبية لا تعرف معنى المدنية، وإلا لماذا تركوا الدولة للإخوان؟
ومن ناحية أخرى استطاع الإخوان النهوض السياسي بمواردهم الخاصة، وما قدموه للناس من خدمات، بالإضافة إلى أن لهم جمهورا في الشارع يعمل على الحشد لما يريده قادة التنظيم.
وإذا كان المجتمع المصري لديه الرغبة في التخلص من السيطرة الإخوانية، عليه توحيد الصف، ولم الشمل بعيدا عن الفرقة والتمزق اللذين شهدناهما في الانتخابات الماضية.
• الرئيس محمد مرسي أعلن كثيرا حفاظه على مدنية الدولة فهل تعتقد ذلك؟.
- الإخوان أعلنوا كثيرا حفاظهم على مدنية الدولة، ولكن المشكلة أن هذا ليس صادرا عن إيمان حقيقي، أو فهم حقيقي للإسلام، ولكن مباراة سياسية استغلت فيها كل الوسائل. والإخوان عندما يقولون إن الإسلام مدني أو ديموقراطي، فهم ليسوا مؤمنين تماما بما يقولون عن الديموقراطية أو المدنية وهذه هي أزمة الحكم في مصر، وأنا أؤيد وجهة نظر الإخوان في أن الإسلام مرفق مهم من مرافق الحياة، ولكن ذلك لا يتنافى مع العلمانية في الدين، فالدولة قد تكون مدنية أو ليبرالية أو إسلامية التوجه ولكن هذا في حاجة إلى أفق واسع وعقل واعٍ يستطيع أن يقبل التناقضات والاختلافات ويهضمها، وهذا الأمر للأسف غير موجود ولذا أقول للإخوان إن مثل هذا الفكر هو ما ينقصنا سواء في الجانب الإسلامي أو المدني.
• ولكن مرة أخرى ما هو تفسير الهجوم من القوى السياسية تجاه الإخوان؟
- الهجوم الذي تقوم به بعض القوى السياسية على جماعة الإخوان واتهام أعضائها باحتكار السلطة الآن غير مبرر، خاصة أن صناديق الاقتراع هي من جاءت بهم، ولذا أتساءل لماذا يستكثر البعض على الإخوان وصولهم إلى السلطة؟ ولذلك لا أرى مبررا للتحامل عليهم، فهم لم يتولوا الحكم بعد، والدليل أنهم لم يفعلوا شيئا حتى الآن، فكيف يتم الحكم عليهم بهذه السرعة، وعلى أي أساس نحاربهم بالكلام على ما قالوه من كلام، ولكن الأولى أن نعطيهم الفرصة، وأقول لمن ينتقد الإخوان إنهم لم يصلوا إلى الحكم، ولو وصلوا إليه لفعلوا أكثر من الإخوان.
• ما تعليقك على مصطلح «أخونة الدولة» وسيطرة الجماعة على مؤسساتها؟.
- سيطرة الإخوان على مؤسسات الدولة أمر طبيعي، فكل حزب له فلسفة ورؤية، ومعروف أن هذا الحزب عندما يصل للحكم يعمل جاهدا على تطبيق هذه الفلسفة، وكل الأحزاب البعيدة عن الحكم عندما تسألها ماذا تريد؟، يقولون الحكم، لماذا؟ وتأتي الإجابة حتى نطبق ما لدينا من أفكار وبرامج، وهذا ما يفعله الإخوان الآن، يأتون بأتباع لهم كي يضمنوا ولاء أشخاص يؤمنون بفلسفتهم ومن ثم يطبقونها، لكن المشكلة أن الإخوان ليس لديهم موضوع أو مشروع، لأن الحكم مشكلة صعبة، ويحتاج إلى مهارة وسعة أفق، وعوامل أخرى كثيرة جدا، وأغلبها غير متوفر لدى الإخوان، لأن ظروفهم في الماضي حالت دون ذلك، فهم كانوا في الجحور لسنوات طويلة، وأثبتوا أنهم قادرون على تحمل الأذى من اعتقال وغيره، وفي ذات الوقت أثبتوا أنهم لا يصلحون لأن يكونوا رجال دولة أو سياسة.
• ما تعليقك على مشروع النهضة الذي نفاه نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر؟
- وجود الإخوان الآن على رأس السلطة يعطيهم فرصا كثيرة لتحقيق أهداف ومشاريع تضمن لهم البقاء، ولكن هذا لم يظهر على الساحة حتى الآن، والمشكلة أنهم لا يعرفون أي الأنظمة الاقتصادية يطبقون، هل النظام الرأسمالي أم الاشتراكي، خاصة أن لكل منهما حسنات ونقائص، والواضح أنهم يعملون بطريقة فردية دون النظر لمصلحة البلد، وبالتالي ليست لديهم القدرة على تكييف الظروف وتحويل الإنتاج إلى خدمة الدولة والحفاظ عليها فظهر أنهم لا يهتمون بالدولة، كما ظهر عجزهم عن تطبيق أي من النظاميين الرأسمالي أو الاشتراكي، وكذلك النظام الإسلامي الذي يدعونه، والأخير يصلح أن يقدم منه نموذج جيد ولكنه يحتاج إلى جهد بمعنى الكلمة وهذا لم يتأت لهم.
• ما هو النظام الأصلح لمصر من وجهة نظرك حاليا؟
- حرية العمل الآن هي الأهم.
• قلت إن الإخوان ليس لديهم مشروع لبناء الدولة وأنهم سيفشلون إذا وصلوا للحكم فهل مازلت متمسكا بهذا الرأي بعد وصول الرئيس مرسي للحكم؟
- بالتأكيد وثبت أن هذا الكلام صحيح، بدليل أنهم جاءت إليهم الفرصة ولم يستغلوها الاستغلال الجيد، بل إنهم حتى الآن لم يعلنوا إعلانا جازما عن المشروع الذي يحقق مصلحة البلد، وعندما لجأوا إلى القروض أثبتوا فشلهم في إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية أكثر، وكان من الواجب عليهم ألا يعتمدوا على القروض، ولكن العمل يكون على قدر ما لدينا من موارد، و مصر مليانة فلوس.
• هذا يعني أنك ضد القرض الذي طلبت مصر الحصول عليه من صندوق النقد الدولي؟
- نعم القرض خطأ كبير، لأن هذا يعني أنك غير قادر على النهوض بمسؤولياتك، ومن ثم تحيلها إلى الأجيال القادمة، وأنا أسأل الرئيس مرسي من الذي سيدفع هذا القرض؟، بالطبع ليس الرئيس ولكن الأجيال القادمة، وهذا يعني أن الرئيس ليس على قدر المسؤولية، وأقول له كان من الأفضل أن تبقى صغيرا في ضوء ما لديك من إمكانات على أن تجلب مثل هذه القروض التي تثقل كاهل الدولة في المستقبل، خاصة أن الموارد لا تنقص مصر ولكن حسن الإدارة.
• قلت قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية إن الدكتور محمد مرسي سيستقل عن جماعة الإخوان لو أصبح رئيسا فهل ترى أن الرئيس استقل عن الجماعة الآن؟
- استقلال مرسي عن الإخوان عملية صعبة ومعقدة ولكنها ليست مستحيلة، ومن الممكن أن يتم الاستقلال، لكن من غير الطبيعي أن يكون الإخوان هم من أتوا به رئيسا للبلاد وبعد ذلك يقول لا علاقة لي بهم، فالعلاقة بينهم لن تنتهي بسهولة ولذا عليه أن يوازن أموره بين الحكم وبين وجوده داخل الجماعة.
• الناس في الشارع تقول إن من يحكمنا هو المرشد، والبعض الآخر يرى أن من يحكم هو نائبه المهندس خيرت الشاطر فما تعليقك؟
-الحاكم الحقيقي هو الرئيس محمد مرسي، ليس المرشد وليس الشاطر، ولكن ما يحدث هي الحرب بين الأحزاب السياسية، والمرشد لم يسيطر على الأمور في البلاد.
• هل تتوقع بقاء الرئيس محمد مرسي في منصبه الرئاسي بعد وضع الدستور الجديد؟
- كل الدول بعد الثورات تسلك طريق القانون والدستور هو الذي سيحدد بقاء مرسي ليكمل مدته الرئاسية من عدمه، لأن الدستور هو الذي يحدد العلاقات والاختصاصات، وكان من الواجب أن يتم عمل الدستور قبل كل شيء، والدستور الجديد هو الذي سيوضح كل شيء وهو الذي سيحدد شكل الانتخابات المقبلة، ولكن ليس شرطا أن نجري الانتخابات حالا فهي مضيعة للوقت والجهد والمال.
• جماعة الإخوان قبل انتخابات مجلس الشعب والرئاسة كانت لديها القدرة على حشد الجماهير، فهل هذا ممكن حاليا خاصة بعد أن فقد الإخوان جزءا من رصيدهم في الشارع؟
- الإخوان لديهم أكبر قدرة على الحشد والتنظيم والاتصال بالجماهير، وأعتقد أنهم ما زالت لديهم القدرة على الحشد ولكن أقل من ذي قبل، ولذا أقول سوف يحصل الإخوان على نسبة ليست قليلة في الانتخابات المقبلة في حال تكتل القوى السياسية ضدهم.
• لماذا يتكتم الإخوان عن نشر أي تفاصيل عن التمويل الخاص بهم وكذلك عن المشروعات الاستثمارية التي تخص أعضاء الجماعة؟
- الكلام عن تمويل الإخوان من الخارج كلام فارغ والتمويل بالنسبة لهم أسهل شيء، لأن أي شخص يعمل في العمل العام تأتيه أموال عن طريق التبرعات، كما أن أغنياءهم يدفعون جزءا من أموالهم لصالح الجماعة وخدمة قضاياها، وهناك من يريد أن يتبرع تقربا إلى الله، كما أن التنظيم الدولي للجماعة له دور في هذا التمويل، وعدم الحديث عن هذه الأموال قبل وصولهم للحكم أمر طبيعي، ولكن عليهم الآن أن يقدموا كشف حساب للشعب المصري.
•لماذا وصفت الإخوان بأنهم ليسوا «ثوريين»؟
- هذه حقيقة، لأن الفكر الثوري ليس من مبادئ الإخوان.
• كيف ترى دعوات البعض إلى تشييع هجرة الأقباط؟
- إذا رغب الأقباط في الهجرة فلن يمنعهم أحد، ولكن السؤال لماذا لا يشعر الأقباط بالأمان في مصر؟
والحقيقة أن هناك من يلعب على إشعال الفتنة الطائفية، وعلى الأقباط أن يتيقظوا لمثل هذه الأمور، كما أنهم يبحثون عن زعيم روحي لهم بعد غياب البابا شنودة الذي كان زعيما روحيا ودنيويا للأقباط، ولاعتقادهم أنهم فقدوا الكثير بعد رحيله، فهذه العوامل أدت إلى الإساءة في فهم قضية الأقباط فتعثرت.
ولكن لا يوجد اضطهاد، والبابا شنودة كان يعلم ذلك جيدا. كان هناك شيء من التمييز بين المسلمين والأقباط، ولكن في النهاية كان القمع ضد الجميع.
• لكن الأقباط لديهم مظالم مثل الحق في بناء الكنائس فما تعليقك على ذلك؟
- أعتقد أنه الآن أصبح من السهل على الأقباط بناء الكنائس، لأن بناء كنيسة كبناء مسجد، وأعتقد أيضا أن الرئيس مرسي سيوافق للأقباط على بناء الكنائس لأن الأمر بسيط ولا يحتاج إلى كل هذه التعقيدات.
كما اشار البنا في حوار مع صحيفة "الراي" الكويتية الى إن إعلان جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة الحفاظ على مدنية الدولة، لم يكن نابعا عن إيمان حقيقي بطبيعة الدولة المدنية وبالديموقراطية، بل جاء هذا الاعلان في اطار مباراة سياسية استغلت فيها كل الوسائل والطرق، الا انه رأى أن هجوم بعض القوى السياسية على الجماعة الآن أمر غير مبرر، خاصة أن هذه القوى لم تصل إلى الحكم، موضحا أنهم لو وصلوا إليه لفعلوا مثل الإخوان وأكثر.
في الاتي نص الحوار:
• قلت إن الإخوان سرقوا الثورة من الشباب وأنهم الآن يسرقون مصر من المصريين، فماذا يفعل المجتمع المصري الذي يرغب في الدولة المدنية أمام هذه السيطرة الإخوانية؟
- الإخوان لم يسرقوا الثورة ولكن استحوذوا عليها، والمجتمع المصري هو من سمح لهم بذلك، ليس رغبة منه في الدولة الدينية، ولكن لأن الغالبية لا تعرف معنى المدنية، وإلا لماذا تركوا الدولة للإخوان؟
ومن ناحية أخرى استطاع الإخوان النهوض السياسي بمواردهم الخاصة، وما قدموه للناس من خدمات، بالإضافة إلى أن لهم جمهورا في الشارع يعمل على الحشد لما يريده قادة التنظيم.
وإذا كان المجتمع المصري لديه الرغبة في التخلص من السيطرة الإخوانية، عليه توحيد الصف، ولم الشمل بعيدا عن الفرقة والتمزق اللذين شهدناهما في الانتخابات الماضية.
• الرئيس محمد مرسي أعلن كثيرا حفاظه على مدنية الدولة فهل تعتقد ذلك؟.
- الإخوان أعلنوا كثيرا حفاظهم على مدنية الدولة، ولكن المشكلة أن هذا ليس صادرا عن إيمان حقيقي، أو فهم حقيقي للإسلام، ولكن مباراة سياسية استغلت فيها كل الوسائل. والإخوان عندما يقولون إن الإسلام مدني أو ديموقراطي، فهم ليسوا مؤمنين تماما بما يقولون عن الديموقراطية أو المدنية وهذه هي أزمة الحكم في مصر، وأنا أؤيد وجهة نظر الإخوان في أن الإسلام مرفق مهم من مرافق الحياة، ولكن ذلك لا يتنافى مع العلمانية في الدين، فالدولة قد تكون مدنية أو ليبرالية أو إسلامية التوجه ولكن هذا في حاجة إلى أفق واسع وعقل واعٍ يستطيع أن يقبل التناقضات والاختلافات ويهضمها، وهذا الأمر للأسف غير موجود ولذا أقول للإخوان إن مثل هذا الفكر هو ما ينقصنا سواء في الجانب الإسلامي أو المدني.
• ولكن مرة أخرى ما هو تفسير الهجوم من القوى السياسية تجاه الإخوان؟
- الهجوم الذي تقوم به بعض القوى السياسية على جماعة الإخوان واتهام أعضائها باحتكار السلطة الآن غير مبرر، خاصة أن صناديق الاقتراع هي من جاءت بهم، ولذا أتساءل لماذا يستكثر البعض على الإخوان وصولهم إلى السلطة؟ ولذلك لا أرى مبررا للتحامل عليهم، فهم لم يتولوا الحكم بعد، والدليل أنهم لم يفعلوا شيئا حتى الآن، فكيف يتم الحكم عليهم بهذه السرعة، وعلى أي أساس نحاربهم بالكلام على ما قالوه من كلام، ولكن الأولى أن نعطيهم الفرصة، وأقول لمن ينتقد الإخوان إنهم لم يصلوا إلى الحكم، ولو وصلوا إليه لفعلوا أكثر من الإخوان.
• ما تعليقك على مصطلح «أخونة الدولة» وسيطرة الجماعة على مؤسساتها؟.
- سيطرة الإخوان على مؤسسات الدولة أمر طبيعي، فكل حزب له فلسفة ورؤية، ومعروف أن هذا الحزب عندما يصل للحكم يعمل جاهدا على تطبيق هذه الفلسفة، وكل الأحزاب البعيدة عن الحكم عندما تسألها ماذا تريد؟، يقولون الحكم، لماذا؟ وتأتي الإجابة حتى نطبق ما لدينا من أفكار وبرامج، وهذا ما يفعله الإخوان الآن، يأتون بأتباع لهم كي يضمنوا ولاء أشخاص يؤمنون بفلسفتهم ومن ثم يطبقونها، لكن المشكلة أن الإخوان ليس لديهم موضوع أو مشروع، لأن الحكم مشكلة صعبة، ويحتاج إلى مهارة وسعة أفق، وعوامل أخرى كثيرة جدا، وأغلبها غير متوفر لدى الإخوان، لأن ظروفهم في الماضي حالت دون ذلك، فهم كانوا في الجحور لسنوات طويلة، وأثبتوا أنهم قادرون على تحمل الأذى من اعتقال وغيره، وفي ذات الوقت أثبتوا أنهم لا يصلحون لأن يكونوا رجال دولة أو سياسة.
• ما تعليقك على مشروع النهضة الذي نفاه نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر؟
- وجود الإخوان الآن على رأس السلطة يعطيهم فرصا كثيرة لتحقيق أهداف ومشاريع تضمن لهم البقاء، ولكن هذا لم يظهر على الساحة حتى الآن، والمشكلة أنهم لا يعرفون أي الأنظمة الاقتصادية يطبقون، هل النظام الرأسمالي أم الاشتراكي، خاصة أن لكل منهما حسنات ونقائص، والواضح أنهم يعملون بطريقة فردية دون النظر لمصلحة البلد، وبالتالي ليست لديهم القدرة على تكييف الظروف وتحويل الإنتاج إلى خدمة الدولة والحفاظ عليها فظهر أنهم لا يهتمون بالدولة، كما ظهر عجزهم عن تطبيق أي من النظاميين الرأسمالي أو الاشتراكي، وكذلك النظام الإسلامي الذي يدعونه، والأخير يصلح أن يقدم منه نموذج جيد ولكنه يحتاج إلى جهد بمعنى الكلمة وهذا لم يتأت لهم.
• ما هو النظام الأصلح لمصر من وجهة نظرك حاليا؟
- حرية العمل الآن هي الأهم.
• قلت إن الإخوان ليس لديهم مشروع لبناء الدولة وأنهم سيفشلون إذا وصلوا للحكم فهل مازلت متمسكا بهذا الرأي بعد وصول الرئيس مرسي للحكم؟
- بالتأكيد وثبت أن هذا الكلام صحيح، بدليل أنهم جاءت إليهم الفرصة ولم يستغلوها الاستغلال الجيد، بل إنهم حتى الآن لم يعلنوا إعلانا جازما عن المشروع الذي يحقق مصلحة البلد، وعندما لجأوا إلى القروض أثبتوا فشلهم في إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية أكثر، وكان من الواجب عليهم ألا يعتمدوا على القروض، ولكن العمل يكون على قدر ما لدينا من موارد، و مصر مليانة فلوس.
• هذا يعني أنك ضد القرض الذي طلبت مصر الحصول عليه من صندوق النقد الدولي؟
- نعم القرض خطأ كبير، لأن هذا يعني أنك غير قادر على النهوض بمسؤولياتك، ومن ثم تحيلها إلى الأجيال القادمة، وأنا أسأل الرئيس مرسي من الذي سيدفع هذا القرض؟، بالطبع ليس الرئيس ولكن الأجيال القادمة، وهذا يعني أن الرئيس ليس على قدر المسؤولية، وأقول له كان من الأفضل أن تبقى صغيرا في ضوء ما لديك من إمكانات على أن تجلب مثل هذه القروض التي تثقل كاهل الدولة في المستقبل، خاصة أن الموارد لا تنقص مصر ولكن حسن الإدارة.
• قلت قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية إن الدكتور محمد مرسي سيستقل عن جماعة الإخوان لو أصبح رئيسا فهل ترى أن الرئيس استقل عن الجماعة الآن؟
- استقلال مرسي عن الإخوان عملية صعبة ومعقدة ولكنها ليست مستحيلة، ومن الممكن أن يتم الاستقلال، لكن من غير الطبيعي أن يكون الإخوان هم من أتوا به رئيسا للبلاد وبعد ذلك يقول لا علاقة لي بهم، فالعلاقة بينهم لن تنتهي بسهولة ولذا عليه أن يوازن أموره بين الحكم وبين وجوده داخل الجماعة.
• الناس في الشارع تقول إن من يحكمنا هو المرشد، والبعض الآخر يرى أن من يحكم هو نائبه المهندس خيرت الشاطر فما تعليقك؟
-الحاكم الحقيقي هو الرئيس محمد مرسي، ليس المرشد وليس الشاطر، ولكن ما يحدث هي الحرب بين الأحزاب السياسية، والمرشد لم يسيطر على الأمور في البلاد.
• هل تتوقع بقاء الرئيس محمد مرسي في منصبه الرئاسي بعد وضع الدستور الجديد؟
- كل الدول بعد الثورات تسلك طريق القانون والدستور هو الذي سيحدد بقاء مرسي ليكمل مدته الرئاسية من عدمه، لأن الدستور هو الذي يحدد العلاقات والاختصاصات، وكان من الواجب أن يتم عمل الدستور قبل كل شيء، والدستور الجديد هو الذي سيوضح كل شيء وهو الذي سيحدد شكل الانتخابات المقبلة، ولكن ليس شرطا أن نجري الانتخابات حالا فهي مضيعة للوقت والجهد والمال.
• جماعة الإخوان قبل انتخابات مجلس الشعب والرئاسة كانت لديها القدرة على حشد الجماهير، فهل هذا ممكن حاليا خاصة بعد أن فقد الإخوان جزءا من رصيدهم في الشارع؟
- الإخوان لديهم أكبر قدرة على الحشد والتنظيم والاتصال بالجماهير، وأعتقد أنهم ما زالت لديهم القدرة على الحشد ولكن أقل من ذي قبل، ولذا أقول سوف يحصل الإخوان على نسبة ليست قليلة في الانتخابات المقبلة في حال تكتل القوى السياسية ضدهم.
• لماذا يتكتم الإخوان عن نشر أي تفاصيل عن التمويل الخاص بهم وكذلك عن المشروعات الاستثمارية التي تخص أعضاء الجماعة؟
- الكلام عن تمويل الإخوان من الخارج كلام فارغ والتمويل بالنسبة لهم أسهل شيء، لأن أي شخص يعمل في العمل العام تأتيه أموال عن طريق التبرعات، كما أن أغنياءهم يدفعون جزءا من أموالهم لصالح الجماعة وخدمة قضاياها، وهناك من يريد أن يتبرع تقربا إلى الله، كما أن التنظيم الدولي للجماعة له دور في هذا التمويل، وعدم الحديث عن هذه الأموال قبل وصولهم للحكم أمر طبيعي، ولكن عليهم الآن أن يقدموا كشف حساب للشعب المصري.
•لماذا وصفت الإخوان بأنهم ليسوا «ثوريين»؟
- هذه حقيقة، لأن الفكر الثوري ليس من مبادئ الإخوان.
• كيف ترى دعوات البعض إلى تشييع هجرة الأقباط؟
- إذا رغب الأقباط في الهجرة فلن يمنعهم أحد، ولكن السؤال لماذا لا يشعر الأقباط بالأمان في مصر؟
والحقيقة أن هناك من يلعب على إشعال الفتنة الطائفية، وعلى الأقباط أن يتيقظوا لمثل هذه الأمور، كما أنهم يبحثون عن زعيم روحي لهم بعد غياب البابا شنودة الذي كان زعيما روحيا ودنيويا للأقباط، ولاعتقادهم أنهم فقدوا الكثير بعد رحيله، فهذه العوامل أدت إلى الإساءة في فهم قضية الأقباط فتعثرت.
ولكن لا يوجد اضطهاد، والبابا شنودة كان يعلم ذلك جيدا. كان هناك شيء من التمييز بين المسلمين والأقباط، ولكن في النهاية كان القمع ضد الجميع.
• لكن الأقباط لديهم مظالم مثل الحق في بناء الكنائس فما تعليقك على ذلك؟
- أعتقد أنه الآن أصبح من السهل على الأقباط بناء الكنائس، لأن بناء كنيسة كبناء مسجد، وأعتقد أيضا أن الرئيس مرسي سيوافق للأقباط على بناء الكنائس لأن الأمر بسيط ولا يحتاج إلى كل هذه التعقيدات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق